وبدر ، وأحد ، والخندق ، وخيبر ، وقريظة ، وفدك ، وذات السلاسل .. و..
ولكننا نراه لا يذكر شيئا عن جهده هو «عليهالسلام» وجهاده ، ولا عن بطولات سطرها أي من الناس في حنين على الخصوص ، بل هو يخص رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بالثناء ، وينسب كل توفيق ونصر فيها إليه.
ثم هو يذكّر الناس بحقائق الدين ، وتعاليمه القائمة على العدل والحق ، ويشير إلى القرآن بعنوان أنه المفرق بين الحق والباطل ، والمنسجم مع ما تقضي به العقول ، بما فيه من هدايات تستنزل التوفيق الإلهي ، وتكون معاندتها من أسباب الخذلان ، وزيادة العمى في القلب.
ولكن لو رجعنا إلى شعر العباس بن مرداس ، وسائر من تحدث أو قال الشعر في حرب حنين ، فإننا نراه يخلط الحق بالباطل ، وينسب البطولات ، والمواقف العظيمة لهذه القبيلة أو تلك ، أو لذلك الشخص وسواه.
والأدهى من ذلك : أن كثيرا من هؤلاء الشعراء لا يكون أمينا على الحقيقة ، ولا يلتزم جانب الصدق فيما يقول .. مع أن بعضهم إنما ينفخ في غير ناره ، ويكد ويتعب ، ويدخل في المتاهات والضلالات والمهالك ، ليس لأجل نفسه بل من أجل جاره ..
أعاذنا الله من الخذلان ومن وساوس الشيطان ..
ظروف حرب حنين :
وقد عرفنا فيما سبق : أن ثمة وجوه شبه عديدة بين حرب حنين ، وحرب بدر ، وقد ذكرنا عشرة منها ، ونحب هنا أن نلقي المزيد من الضوء على احداها ، ألا وهي العناصر المكونة لكلا الفريقين ، حيث نجد : أن فريق