في النصوص أيضا : أن فريقا من أهل مكة كان يرضيهم أن تكون الصدمة للمسلمين في هذه الحرب. وقد أظهر بعضهم شماتته بما جرى حين فرّ المسلمون.
فوجود هؤلاء في المقدمة يجعل احتمال أن تكون لهم مشاركة فاعلة ومؤثرة في الهزيمة قريبا جدا ، فكيف إذا دلت عليه بعض النصوص التي ستأتي إن شاء الله تعالى.
كما أن خالدا قائدهم لا يمكن تبرئته من المشاركة في صنع هذه الهزيمة ، أو تهيئة الأجواء لها ، خصوصا وأنه على المقدمة ، ولم يظهر منه أي اعتراض على ما جرى ، بل كان هو في جملة المنهزمين ..
والذي يدعونا إلى القبول بهذه الإثارات وتأييدها : أننا وجدنا خالدا لم يظهر له إسلام إلا قبيل الفتح ، وحين أظهر إسلامه ، وأوكلت إليه بعض المهمات ، لم يكن أداؤه فيها محمودا ، بل هو قد ارتكب مذابح وفظائع ، وفجائع في حق الأبرياء ، حتى تبرأ النبي «صلىاللهعليهوآله» مما صنع ، وغضب عليه ، واعرض عنه ..
بل هو لم يرتدع عن مثل هذه الأفاعيل ، حتى بعد استشهاد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وقصة قتله مالك بن نويرة ، وزناه بزوجته في ليلة قتله ، معروفة عنه.
فلماذا؟ وكيف يمكن تبرئته من عار صنع الهزيمة في حرب حنين؟!
هل هذا أبو بكر؟! :
قال تعالى : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ