معجزات ، وعاينوه من دلالات ، ويتلاعب بهم الشيطان ، ويشككهم بدينهم وبنبيهم من أجلها ..
فليت شعري ، متى صلب هذا الإيمان فيهم ، حتى استعصى على الهزات ، وخلص من الشوائب ، والتشكيكات؟!
ومن يضمن لنا : أن لا تستمر ببعضهم حالات الريب والشك ، ويكتمها عنا ، وعن غيرنا إلى ما بعد موته؟!
وعلينا أن لا ننسى لفت نظر القارئ إلى أن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان يتعمد إلقاء أمثال هذه الأخبار لأصحابه لسببين :
أحدهما : أنه يريد أن يعمق الإيمان في قلوبهم بصورة عملية ، بتكرار أمثال هذه الحوادث ، ليوصلهم إلى اليقين الراسخ ، والقناعة التامة ..
الثاني : أنه يريد : أن يعرّف الأجيال اللاحقة بحقيقة معاناته ، وبواقع هؤلاء الناس ، الذي سيأتي من ينسب إليهم ثبات القدم في الدين ، وشدة اليقين فيه ، وحقيقة الوعي لحقائقه ومبانيه ، بل سوف يدّعون لهم مقام الإجتهاد ، والرشاد والسداد ، إلى درجة العصمة ، ويصرون على براءة ساحتهم ، من كل تهمة أو وصمة.
المجروحون في حنين :
عن عبد الله بن الأزهر ، قال : كان خالد بن الوليد جرح يوم حنين ، وكان على خيل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فجرح يومئذ ، فلقد رأيت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بعد ما هزم الله تعالى الكفار ، ورجع المسلمون إلى رحالهم يمشي في المسلمين ويقول : «من يدلني على رحل خالد