فإنه لو صح : أن امرأة صفوان قد أسلمت قبله ، فذلك لا يعني خروجها من بيته ، وانفصالها التام عنه. بل المطلوب هو : أن يعرّفها «صلىاللهعليهوآله» أنه ليس لصفوان أن يقربها ، ويمكنها بعد ذلك أن تنتظر زوجها إلى حين انقضاء عدتها توقعا لإسلامه .. كما كان الحال بالنسبة لما يذكرونه عن امرأة عكرمة بن أبي جهل ، حيث إنها لحقته إلى ساحل البحر ، وجاءت به إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وكانت مسلمة ، وهو لا يزال على شركه ، فكانت تمنعه من الإقتراب منها إلى أن أسلم ..
إخراج النساء في الحرب :
إن إخراج النبي «صلىاللهعليهوآله» لزوجتيه : ميمونة ، وأم سلمة معه في هذه الحرب ، وإخراجهن ، أو إخراج غيرهن من نسائه ، وكذلك إخراج ابنته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء «عليهاالسلام» ، أحيانا في حروبه الأخرى .. رغم أن جميع تلك الحروب لم تكن ـ بحسب ظواهر الأمور ـ مأمونة النتائج من حيث الإنكسار ، أو الإنتصار. إن ذلك يعد دليلا آخر على يقينه بوعد الله تعالى له. ولا بد أن يعد ذلك من إخباراته الغيبية ، ومن دلائل نبوته .. إذ إن أحدا لا يخاطر بهذا الأمر الحساس جدا في مثل هذه الحالات. إذا كان غير واثق بالنصر ، وبمصونية عرضه من أن يناله أي أذى.
وقد تقدم : أن مالك بن عوف قد أمر في حنين أصحابه بأن يستصحبوا نساءهم وأطفالهم ونعمهم ، فتغيّظ عليه دريد بن الصمة ، وصفق بيديه ، وقال : «راعي ضأن والله» لاحتمال أن تكون الدائرة عليه ، فتكون الفضيحة في أهله وماله. وأمره أن يرفع الأموال والنساء والذراري إلى عليا قومهم ،