كذلك ، كيف نتوقع أن يكون عتقه للنساء بدافع إنساني يستحق معه العفو؟
ولو فرض أنه يستحق العفو لإطلاق سراح النساء ، فهل يستحق العفو بالنسبة للأبرياء الذين قتلهم في كل تاريخه الطويل؟!
٦ ـ وأما الحديث عن عجانه وبطون فخذيه وأنها كانت كالقرطاس من ركوب الخيل ، فهو كلام فارغ ، لا يعدو كونه مبالغات دأب عليها الناس في مثل هذه الأحوال ، رغبة منهم في تهجين الأمور. وإلا ، فإن الإنسان لو ركب الخيل عشرات السنين ، فلا يتحول عجانه وباطن فخذيه إلى هذه الحالة.
نعم ، ربما يكون كبر سنه وضعف بدنه قد أوجد حالة من الترهل والإسترخاء .. وذلك يحصل لكل من طعن في السن ، فكيف إذا بلغ مائة وعشرين ، أو مائة وستين ، أو حوالي مائتي سنة؟!
أوسمة للزبير بن العوام :
قالوا : وخرج مالك بن عوف عند الهزيمة ، فوقف في فوارس من قومه على ثنية من الطريق ، وقال لأصحابه : قفوا حتى تمضي ضعفاؤكم ، وتلحق أخراكم ، فوقف هنالك حتى مرّ من كان لحق بهم من منهزمة الناس.
قال ابن هشام : وبلغني : أن خيلا طلعت ومالك وأصحابه على الثنية ، فقال لأصحابه : ماذا ترون؟
قالوا : نرى أقواما عارضي رماحهم ، أغفالا على خيلهم.
قال : هؤلاء الأوس والخزرج ، فلا بأس عليكم منهم ، فلما انتهوا إلى أصل الثنية ، سلكوا طريق بني سليم.