وسهولة ، وإن كان قد تضمن بعض التعابير ، التي قد لا تروق لبعض الناس.
وذلك لأن السكينة كما قلنا : هي حالة من الرضا يلقيها الله على من يستحقها ، واستعد وتهيأ لها من عباده ، ليزدادوا بها إيمانا ، وتزيد بها طهارة قلوبهم ، وصفاء نفوسهم ..
ولكن ذلك لا يمنع من أن تكون لهذه السكينة تجليات خاصة بالنسبة للأنبياء ، تتناسب مع حالاتم صلوات الله وسلامه عليهم. وإن لم نستطع نحن أن ندرك حقيقة ذلك بدقة ، إذ يكفينا أن نعلم : بأن ثمة أمرا خاصا يمتازون به عن سائر الناس.
متى سمّى الله الأنصار مؤمنين؟! :
أما قول سعيد بن جبير : أنه تعالى سمى الأنصار مؤمنين «يوم حنين» فهو محض اجتهاد منه ، ويرد عليه :
أولا : إن الآيات القرآنية وصفت الذين كانوا مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بأنهم مؤمنون مثل قوله تعالى في أهل بيعة الشجرة : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (١).
ومنها قوله تعالى عن فتح مكة : (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ
__________________
(١) الآية ١٨ من سورة الفتح.