باقتضاءاتها ، فقد رأوا نصر الله رسوله ، وإعزازه دينه ، ويعتبرون أن أمرا من هذا القبيل يعنيهم ، ولا بد لهم من البحث عنه ، والحصول عليه ، لأنه يمثل مظهرا من مظاهر الحياة الدنيا ، وربما يكون من أقوى السبل إليها ، والحياة الدنيا هي محط أنظارهم ، ومهوى أفئدتهم ..
فالإنتصار ، والإعزاز كانا السبب الأقوى لإظهارهم الإسلام ، وهذه هي نظرة الضعفاء قليل الحظ في العلم والثقافة والمعرفة ، والمفلسين من القيم والمثل ، والبعيدين عن التفاعل الروحي مع الأحداث ، والفاقدين لتوهج المشاعر ، ولحياة العواطف .. فانحسر دور هذه المؤثرات ، لتتفرد الأهواء والغرائز بمسار الإنسان ، وبمصيره ، دونما وازع من ضمير ، أو رادع من وجدان.
قتل دريد بن الصمة :
قالوا : لما هزم الله تعالى هوازن ، أتوا للطائف ، ومعهم مالك بن عوف ، وعسكر بعضهم بأوطاس ، وتوجه بعضهم نحو نخلة ، بنو عيرة من ثقيف.
فبعث رسول الله «صلىاللهعليهوآله» خيلا تتبع من سلك نخلة ولم تتبع من سلك الثنايا.
وأدرك ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة ، من بني سليم ، دريد بن الصمة ، فأخذ بخطام جمله ، وهو يظن أنه امرأة ، وذلك أنه في شجار له ، فإذا هو رجل ، فأناخ به وهو شيخ كبير ، ابن ستين ومائة سنة ، فإذا هو دريد ، ولا يعرفه الغلام.
فقال له دريد : ما تريد؟