ونقول :
١ ـ إن هذه الرواية وإن لم تصرح : بأن ذلك كان في غزوة حنين ، لكن عبارة «مرّ على امرأة مقتولة مما جرى على المقدمة» تدل على : أن قتل هذه المرأة كان في حنين ، لأنها هي الغزوة الوحيدة التي انهزمت المقدمة فيها بهذا الشكل القبيح ، والمهين ، والمشين.
٢ ـ إن الكلمة الموجزة للنبي «صلىاللهعليهوآله» قد تكفلت بحسم الأمر بصورة تامة من جميع جهاته ، لأنها أشارت إلى :
ألف : إدانة قتل النساء في الحروب ، لأن المقصود بكلمة «هذه» ليس هو شخص تلك المرأة ، بل جنسها ولا سيما مع ملاحظة كلمة «ما كانت هذه» ..
ب : إنها دلت على : أن التوجيه النبوي لجيشه كان هو المنع عن قتل النساء ، ولذلك أجرى الكلام وكأنه مفروغ عنه ، ليفيد : أن الذي يقتل هو خصوص من يقاتل ..
ج : إنه «صلىاللهعليهوآله» إنما أشار إلى أن طبيعة وشأن ، وظاهر حال النساء هو أنهن لا يتصدين للقتال .. فما معنى أن يقتل من هذا حاله .. فلا بد من اعتبار قتل هذه المرأة حالة شاذة ، وغير مقبولة ..
٣ ـ إن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد عرف بمجرد رؤية تلك المرأة أن خالد بن الوليد هو المطالب بقتلها ، فسارع إلى إعادة تأكيد أوامره له بأن لا يرتكب أمثال هذه المخالفات.
وأما كيف عرف «صلىاللهعليهوآله» ذلك.
فأولا : هو «صلىاللهعليهوآله» نبي متصل بالله ، وهو يخبره بكل ما يجب ، ويجب.