ثانيا : لعله علم ذلك ، من حيث إن الذين مروا في ذلك المكان هم خالد ومن معه. دون سواهم. بالإضافة إلى قرائن ودلالات أخرى. لعلها توفرت له.
ثالثا : قد صرح بعضهم : بأنه «صلىاللهعليهوآله» سألهم عن تلك المرأة ، فقالوا : قد قتلها خالد بن الوليد» (١).
٤ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» كان كلما أراد ان يرسل بعثا أو سرية يجلسهم بين يديه ، ويوصيهم بوصايا جامعة ، ومنها قوله «صلىاللهعليهوآله» : «لا تقتلوا شيخا فانيا ، ولا صبيا ، ولا امرأة» (٢) فما معنى أن يخالف خالد ، ومن معه أوامر رسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟!
٥ ـ إن النص المذكور آنفا قد اقتصر على ذكر العسيف ، والذرية في الأمر الصادر لخالد من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
فلماذا لم يذكر المرأة؟ مع أنها هي الحدث المقتضي لتجديد التأكيد على الأوامر الصادرة.
فالجواب هو : أن ثمة إسقاطا من الرواية ، ولا ندري إن كان متعمدا ..
ويدل على ذلك : تصريحهم بأنه لما وقف النبي «صلىاللهعليهوآله» على تلك المرأة ، وأخبروه بأن خالدا قتلها «بعث إلى خالد ، ونهاه عن قتل المرأة ،
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ١٠٦ والنص والإجتهاد ص ٣٢٤ وبغية الباحث ص ٢٠٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٨٥ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ١٨ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٠٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٣٨ والمطالب العالية ج ٩ ص ٤٥٦.
(٢) البحار ج ١٩ ص ١٧٧ والكافي ج ٥ ص ٢٧ ومصادر أخرى تقدمت عن قريب.