ـ بعيد ،
الثريا : بنت علي بن عبد الله بن الحارث ، وهو المعنى المراد المورّى عنه.
سهيل : بن عبد الرحمن ، وهو المعنى المورّى عنه ، وهو المراد.
ولو لا ذكر (الثريا) لم يتنبّه لسهيل ، وكل منهما صالح للتورية.
لقد تبيّن ممّا سبق من شرح وتفصيل أنّ التورية ضرب من التخييل ، وفيها شيء من الإلغاز ، وهي من الغموض الفنّي المستحبّ لأن المتلقّي المتمتّع بثقافة شعرية أو فنية يدرك أنها تخاطب عقله وذكاءه وفطنته ، وأنها تبعده عن المعاني المباشرة ؛ لأن الأداء المباشر يبعد عن الشعر إشعاع الإيحاءات المختلفة. فالفنّ تأمّل ، والمتذوّق يجب أن يتحلّى بذائقة قادرة على كشف ما يضيفه الشاعر والمبدع إلى الطبيعة الجمالية التي يرسمها الشاعر. إنها من الصور الخادعة التي تترك للمتلقي أن يذهب إلى تفسيرات مختلفة باختلاف قدرته على الكشف والتذوق وتفكيك عناصر الصورة المتخيّلة.
تمرينات :
١ ـ تمرين مساعد ، قال سراج الدين الورّاق (الوافر) :
أصون أديم وجهي عن أناس |
|
لقاء الموت عندهم الأديب |
وربّ الشعر عندهم (بغيض) |
|
ولو وافى به لهم (حبيب) |
تكمن التورية في لفظ (حبيب) إذ لها معنيان محتملان :
أحدهما : حبيب ، بمعنى محبوب ، وهو المعنى القريب المورى به. ويتبادر هذا المعنى إلى الذهن بسبب التمهيد له بلفظ (بغيض) وهو شاعر جاهلي.