ثانيهما : حبيب ، هو الاسم الحقيقي للشاعر العباسي المشهور بأبي تمّام ، واسمه الكامل حبيب بن أوس. وهذا المعنى البعيد مورّى عنه ، وقد أراده الشاعر.
لهذا كانت التورية مرشّحة لأنه ذكر فيها ما يلائم المورى به قبل لفظ التورية (بغيض).
وقال طبيب العيون ، ابن دانيال (السريع) :
يا سائلي عن حرفتي في الورى |
|
واضيعتي فيهم وإفلاسي |
ما حال من درهم إنفاقه |
|
يأخذه من أعين الناس؟ |
تكمن التورية في عبارة ابن دانيال (يأخذه من أعين الناس) إذ للجملة معنيان :
١ ـ المعنى الأول المورّى به وهو المعنى القريب غير المقصود ، أخذ الدرهم أجر علاج عيون الناس لأن القائل طبيب يداوي الأعين ، لهذا تبادر إلى الذهن هذا المعنى بسبب ما سبق من كلام على حرفة الشاعر.
٢ ـ المعنى الثاني المورّى عنه وهو المعنى البعيد الذي قصده الشاعر ، أخذ الدرهم من الناس مكرهين مرغمين لأنّ أعينهم تسافر خلف ما يدفعونه من دراهم لشفائها.
فالتورية مرشّحة إذا لذكر ما يلائم المعنى المورّى به.
٢ ـ قس على ما جاء في التمرين السابق واشرح التورية في الأبيات الآتية :
قال نصير الدين الحمّامي (الكامل) :
أبيات شعرك كالقصو |
|
ر ولا قصور بها يعوق |
ومن العجائب لفظها |
|
حرّ ومعناها رقيق |