الله «صلىاللهعليهوآله» نحو تبوك تخلف ابن أبي راجعا إلى المدينة ، فيمن تخلف من المنافقين ، وقال : يغزو محمد بني الأصفر ، مع جهد الحال ، والحر ، والبلد البعيد إلى ما لا طاقة له به ، يحسب محمد أن قتال بني الأصفر معه اللعب ، والله لكأني أنظر إلى أصحابه مقرنين في الحبال ، إرجافا برسول الله «صلىاللهعليهوآله» وبأصحابه (١).
ونقول :
١ ـ قولهم : إن عسكر ابن أبي لم يكن أقل العسكرين ، قال ابن حزم : وهذا باطل ، لم يتخلف عن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إلا ما بين السبعين إلى الثمانين فقط (٢).
٢ ـ إذا صح قولهم : أن ابن أبي تخلف عن تبوك ، وصح أنه عسكر مع جماعة من أصحابه بصورة منفصلة عن باقي العسكر ، فيمكن أن يكون الراوي قد ضخّم الأمر ، حتى ادّعى أن جماعة ابن أبي يضاهون بكثرتهم عسكر النبي «صلىاللهعليهوآله» ، لكي يبرئ ساحة جماعات أخرى قد يظهر أنهم تخلفوا وتسببوا بمشكلة كبيرة نزلت فيها الآيات التي تلوم وتقرّع ..
أو لعل الراوي كان قد رأى جمعهم في بداية تكوين عسكر النبي «صلىاللهعليهوآله» ، حين كان لا يزال عددهم قليلا جدا ، وقبل قدوم العساكر
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٠٢ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٤٢ و ٤٤٣ عن ابن إسحاق ، والواقدي ، وابن سعد .. وراجع المصادر السابقة.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٤٢. وراجع : السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١٠٢.