وصفناه أكثر من مرة.
ثالثا : إذا كانت المصلحة تكمن في تحصين أهل الإسلام من الخارج ، بإلقاء الرعب في قلوب أعداء دينهم ، وتحصين أهل الإيمان من الداخل بفضح أهل النفاق ، وإبطال كيدهم ، فذلك يحتم إخفاء نتائج المسير إلى تبوك عن كل أحد ، إذ إن إظهارها سيفقد ذلك المسير معنى الجدية ، ويحوله إلى حركة إستعراضية فاشلة ، وغير ذات أثر .. هذا إن لم تصل أخبار ذلك إلى مسامع الروم وملكهم ..
رابعا : إن معلومية نتائج تبوك لا يضر بسلامة التصرف النبوي على المنبر ، إذ لا شك في أنه إن تهلك تلك العصابة التي معه فإن الله لن يعبد في الأرض .. بل إن عدم مشاركة المسلمين في ذلك المسير ، ربما يؤدي إلى هلاك هذه العصابة ، حيث يطمع فيهم عدوهم ، ويندفع لإيراد الضربة القاسمة والحاسمة بالإسلام وأهله ، كما أنه قد يقوي من عزيمة أهل النفاق في الداخل ، ويزيد من التمزق ، والتناحر ، ويفتح أمامهم نوافذ التوسع في التآمر وإشراك العدو الخارجي في ممارسة الضغوط الخانقة على أهل الإيمان. لا يدخل الجنة عاص :
قالوا : «ونادى منادي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : لا يخرج معنا إلا مقو ، فخرج رجل على بكر صعب ، فصرعه بالسويداء.
فقال الناس : الشهيد الشهيد!!
فبعث النبي «صلىاللهعليهوآله» مناديا ينادي : لا يدخل الجنة عاص» (١).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٤٣ وراجع : المصنف للصنعاني ج ٥ ص ١٧٨.