«فانطلق عمار إليهم فقال لهم ذلك ، فأتوا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يعتذرون إليه ، فقال وديعة بن ثابت ورسول الله «صلىاللهعليهوآله» على ناقته ، وقد أخذ وديعة بن ثابت بحقبها ، ورجلاه تسفيان الحجارة وهو يقول : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ، فأنزل الله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ) (١).
وحلف الجلاس ما قال من ذلك شيئا ، فأنزل الله سبحانه وتعالى : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (٢)» (٣).
وقال مخشّن : يا رسول الله ، قعد بي اسمي واسم أبي ، فسماه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عبد الرحمن أو عبد الله ، وكان الذي عفي عنه في هذه الآية ، وسأل الله تعالى أن يقتل شهيدا ولا يعلم بمكانه ، فقتل يوم اليمامة ،
__________________
(١) الآيتان ٦٥ و ٦٦ من سورة التوبة.
(٢) الآية ٧٤ من سورة التوبة.
(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٤٥ وراجع : البرهان (تفسير) ج ٢ ص ١٤٠ عن تفسير القمي ، وراجع : الدر المنثور ج ٣ ص ٢٥٤ و ٢٥٥ عن ابن مردويه ، وعبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابي الشيخ.