الكتاب ، وهو آخر ما ورد عليه عليهالسلام من أهل الكوفة ، وفيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهماالسلام.
من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام.
أما بعد ، فان الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل يابن رسول الله ، فقد أخضر الجناب (٦٩) ، وأينعت الثمار ، وأعشبت الأرض ، وأورقت الأشجار ، فاقدم علينا إذا شئت ، فإنما تقدم على جندٍ مجندة لك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وعلى أبيك من قبلك.
فقال الحسين عليهالسلام لهاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبدالله الحنفي : « خبراني من اجتمع على هذا الكتاب الذي ورد علي معكما؟ ».
فقالا : يابن رسول الله شبث بن ربعي (٧٠) ، وحجار بن أبجر (٧١) ، ويزيد بن
____________
(٦٩) ع : اخضرت الجنات.
والجناب : الفناء ، وما قرب من محلة القوم.
(٧٠) ر : ربيعي.
شبث بن ربعي التميمي اليربوعي أبو عبد القدوس ، شيخ مضر وأهل الكوفة في أيامه ، أدرك عصر النبوة ، ولحق بسجاح المتنبئة ، ثم عاد إلى الاسلام ، ثار على عثمان ، قاتل الحسين عليه السلام بعد أن كتب إليه يدعوه إلى المجيء ، مات بالكوفة نحو سنة ٧٠ هـ.
وقيل : إنه لما قبض على شبث قال له إبراهيم : أصدقني ما عملت يوم الطف؟ قال : ضربت وجهه الشريف بالسيف!! فقال له : ويلك يا ملعون ما خفت من الله تعالى ولا من جده رسول الله ، ثم جعل يشرح أفخاذه حتى مات.
الإصابة ترجمة رقم ٣٩٥٠ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٠٣ ، ميزان الاعتدال ١ / ٤٤٠ ، الأعلام ٣ / ١٥٤.
(٧١) حجار ـ ككتان وككتاب ـ بن أبجر الكوفي ، يقال فيه : يروي عن أمير المؤمنين ، روى عنه السماك