على نياتنا وبصائرنا ، نوالي من والاك ونعادي من عاداك.
قال : وقام برير بن حصين (٢١٤) ، فقال : والله يابن رسول الله لقد من الله بك علينا أن نقاتل بين يديك فتقطع فيك أعضاؤنا ، ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة.
قال : ثم أن الحسين عليهالسلام قام (٢١٥) وركب ، وصار كلما أراد المسير يمنعونه تارةً ويسايرونه أخرى ، حتى بلغ كربلاء ، وكان ذلك في اليوم الثاني (٢١٦) من المحرم.
فلما وصلها قال : « ما اسم هذه الأرض؟ »
فقيل : كربلا.
فقال : « انزلوا ، هاهنا والله محط ركابنا وسفك دمائنا ، هاهنا والله مخط قبورنا ، وهاهنا والله سبي حريمنا ، بهذا حدثني جدي (٢١٧) ».
فنزلوا جميعاً ، ونزل الحر وأصحابه ناحية ، وجلس الحسين عليهالسلام يصلح سيفه ويقول :
__________________
(٢١٤) ع : خضير.
وفي بعض المصادر : بدير بن حفير ، والظاهر أن خضير هو الأولى.
هو سيد القراء ، كان شيخاً تابعياً ناسكاً قارئاً للقرآن ومن شيوخ القراءة في جامع الكوفة ، وله في الهمدانيين شرف وقدر ، وكان مشهوراً ومحترماً في مجتمع الكوفة ، وهو همداني من شعب كهلان موطنه الكوفة ، بذل محاولة لصرف عمر بن سعد عن ولائه للسلطة الأموية.
تاريخ للطبري ٥ / ٤٢١ و ٤٢٣ و ٤٣٢ ، معجم رجال الحديث ٣ / ٢٨٩ ، المناقب ٤ / ١٠٠ ، البحار ٤٥ / ١٥.
(٢١٥) ر : نزل.
(٢١٦) ب : الثامن.
(٢١٧) ع : فقيل كربلا ، فقال عليهالسلام : اللهم إني أعوذبك من الكرب والبلاء ، ثم قال : هذا موضع كرب وبلاء.
انزلوا ، هاهنا محط رحالنا ومسفك دمائنا وهنا محل قبورنا ، بهذا حدثني جدي رسول الله صلى الله عليه وآله.