فلما كان الغداة توجه الحسين عليهالسلامإلى مكة (٤٧) لثلاث مضين من شعبان سنة ستين.
فأقام بها باقي شعبان وشهر رمضان وشوال وذي القعدة.
قال (٤٨) : وجاءه عبدالله بن العباس رضياللهعنه (٤٩) وعبدالله بن الزبير (٥٠) ، فأشارا عليه بالإمساك.
فقال لهما : « إن رسول الله 9 قد أمرني بأمرٍ ، وأنا ماضٍ فيه ».
قال : فخرج ابن عباس وهو يقول : واحسيناه!
____________
(٤٧) ولها أسماء أخر كثيرة ، منها : أم القرى ، والنساسة ، وأم رحم ، وهي بيت الله الحرام.
والمك : النقض والهلاك ، وسمي البلد الحرام مكة لأنها تنقض الذنوب وتنفيها ، أو تمك من قصدها بالظلم ، أي تهلكه.
معجم البلدان ٥ / ١٨١ ـ ١٨٨ ، مجمع البحرين ٥ / ٢٨٩.
(٤٨) قال ، لم يرد في ر.
(٤٩) عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب القرشي الهاشمي ، أبو العباس ، حبر الأمة ، صحابي جليل ، ولد بمكة ونشأ في بدء عصر النبوة ، لازم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وروى عنه ، وشهد مع علي عليهالسلامالجمل وصفين ، كف بصره في آخر عمره ، فسكن الطائف وتوفي بها سنة ٦٨ هـ.
الإصابة ترجمة رقم ٤٧٧٢ ، صفة الصفوة ١ / ٣١٤ ، حلية الأولياء ١ / ٣١٤ ، نسب قريش : ٢٦ ، المحبر : ٩٨ ، الأعلام ٤ / ٩٥.
(٥٠) أبو بكر عبدالله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي ، بويع له بالخلافة سنة ٦٤ هـ عقيب موت يزيد بن معاوية ، فحكم مصر والحجاز واليمن وخراسان والعراق واكثر الشام ، وجعل قاعدة ملكه المدينة ، وكانت له مع الأمويين وقائع هائلة ، سار لمحاربته الحجاج الثقفي في أيام عبدالملك بن مروان ، فانتقل إلى مكة وعسكر الحجاج في الطائف ، ونشبت بينهما حروب انتهت بمقتل ابن الزبير في مكة بعد أن خذله أصحابه وذلك سنة ٧٣ هـ ، مدة خلافته ٩ سنين.
تاريخ ابن الأثير ٤ / ١٣٥ ، تاريخ الطبري ٧ / ٢٠٢ ، فوات الوفيات ١ / ٢١٠ ، تاريخ الخميس ٢ / ٣٠١ ، الأعلام ٤ / ٨٧.