فلبثوا هنيئة ، ثم عادوا إليه وأحاطوا به ، فخرج عبد الله بن الحسن بن علي (١١٩) ـ وهوغلام لم يراهق ـ من عند النساء ، فشهد حتى وقف إلى جنب الحسين عليهالسلام ، فلحقته زينب ابنت علي لتحبسه (١٢٠) ، فأبى وامتنع امتناعاً شديداً وقال : والله (١٢١) لا أفارق عمي.
فأهوى بحر بن كعب (١٢٢) ـ وقيل : حرملة بن الكاهل ـ إلى الحسين بالسيف.
فقال له الغلام : ويلك يا بن الخبيثة أتتقل عمي.
فضربه بالسيف ، فاتقاها الغلام بيده ، فاطنها إلى الجلد ، فإذا هي معلقة.
فنادى الغلام : يا عماه (١٢٣).
فأخذه الحسين عليهالسلام فضمه إليه وقال : « يا بن أخي ، إصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير ، فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين ».
قال : فرمه حرملة بن الكاهل لاعنه الله بسهم ، فذبحه وهو في حجر عمه الحسين عليهالسلام.
ثم أن شمربن ذي الجوشن لعنه الله حمل على فسطاط الحسين عليهالسلام فطعنه
____________
(١١٩) عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وأمه بنت السليل بن عبد الله أخي عبد الله بن جرير البجلي ، وقيل : أمه أم ولد ، وقيل : الرباب بنت امرئ القيس ، كان عمره حين قتل إحدى عشرة سنة.
تسمية من قتل مع الحسين : ١٥٠ ، مقاتل الطالبيين : ٨٩ ، رجال الشيخ : ٧٦ ، أنصار الحسين : ١٣٢.
(١٢٠) ب : فقال الحسين عليهالسلام : احبسيه يا أختي.
(١٢١) ب. ع : لا والله.
(١٢٢) ب : أبجر بن كعب.
لم يذكروه ، وهو خبيث ملعون.
ويأتي أنه أخذ سراويل الإمام الحسين عليه السلام.
(١٢٣) ب. ع : يا أماه.