بالله عليك أيها المحب لولد الزهراء ، نح معها على المنبوذين بالعراء ، وجد ويحك بالدموع السجام ، وابك على ملوك الاسلام ، لعلك تحوز ثواب المواسي لهم في المصاب ، وتفوز بالسعادة يوم الحساب.
فقد روي عن مولانا الباقر عليهالسلامأنه قال : « كان زين العابدين عليهالسلام يقول : أيما مؤمن ذرفت (٢٣) عيناه لقتل الحسين عليهالسلامحتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً (٢٤) ، وأيما مؤمن ذرفت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله منزل صدقٍ ، وأيما مؤمن مسه أذىً فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه من سخط النار يوم القيامة ».
وروى عن مولانا الصادق عليهالسلامأنه قال : « من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذبابة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ».
وروي أيضاً عن آل الرسول عليهمالسلام أنهم قالوا : « من بكى وأبكى فينا مائة فله الجنة (٢٥) ، ومن بكى وأبكى خمسين فله الجنة ، ومن بكى وأبكى ثلاثين فله الجنة ، ومن بكى وأبكى عشرين فله الجنة (٢٦) ، ومن بكى وأبكى عشرة فله الجنة ، ومن بكى وأبكى واحداً فله الجنة ، ومن تباكى فله الجنة ».
قال علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسيني ـ جامع هذا الكتاب ـ : إن من أجل البواعث لنا على سلوك هذا الكتاب (٢٧) أنني (٢٨) لما
____________
(٢٣) أي : صبت دمعاً وسالت.
(٢٤) جمع حقب بضمتين أي : زماناً كثيراً ، أحقاباً لا انقطاع لها ، كلما مضى حقب جاء بعده حقب آخر.
(٢٥) ع : فينا مائة ضمنا له على الله الجنة ، والمثبت من ر. ب.
(٢٦) قوله : ومن بكى وأبكى عشرين فله الجنة ، لم يرد في ع. ر ، وأثبتناه من ب.
(٢٧) ر : الباب.
(٢٨) ر : أني.