ثم أمر ابن زياد برأس الحسين عليهالسلام ، فطيف به في سكك الكوفة.
ويحق لي أن أتمثل هنا أبياتاً (٧٦) لبعض ذوي العقول ، يرثي بها قتيلاً من آل الرسول صلىاللهعليهوآله فقال :
رأس
ابن بنت محمد ووصيه |
|
للناظرين على قناة يرفع |
والمسلمون بمنظر وبمسمع |
|
لا منكر منهم ولا متفجع |
كحلت بمنظرك العيون عماية |
|
واصم رزؤك كل أذن تسمع |
أيقظت أجفاناً وكنت لها كرى |
|
وأنتم عيناً لم تكن بك تهجع |
ما روضة إلا تمنت أنها |
|
لك حفرة ولخط قبرك مضجع(٧٧) |
قال الراوي (٧٨) : ثم أن ابن زياد لعنه الله صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وقال في بعض كلامه : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه ، وقتل الكذاب ابن الكذاب!!!.
فما زاد على هذا الكلام شيئاً ، حتى قام إليه عبد الله بن عفيف الأزدي (٧٩) ـ وكان من خيار الشيعة وزهادها ، وكانت عينه اليسرى قد ذهبت يوم الجمل والأخرى يوم صفين ، وكان يلازم المسجد الأعظم فيصلي فيه إلى الليل ـ فقال : يا بن مرجانة ، إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ، ومن استعملك وأبوه ، يا عدو الله ، أتقتلون أولاد (٨٠) النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المسلمين (٨١).
____________
(٧٦) ب : ههنا بأبيات.
(٧٧) هذا البيت في ب مقدم على البيت الذي قبله.
(٧٨) الراوي ، من ع.
(٧٩) في أنساب الأشراف صفحة ٢١٠ : عبد الله بن عفيف الأزدي ثم الغامدي ، كان شيعياً ، وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل واليمنى يوم صفين ، وكان لا يفارق المسجد الأعظم.
(٨٠) ب. ع : أبناء.
(٨١) ب. ع : المؤمنين.