قال : فلما جاء الليل سمع أهل المدينة هاتفاً ينادي ويقول :
أيها القاتلون ظلماً حسيناً |
|
ابشروا بالعذاب والتنكيل |
كل من في السماء يبكي عليه |
|
من نبي وشاهد ورسول (١٠٥) |
قد لعنتم على لسان ابن داود |
|
وموسى وصاحب الإنجيل |
وأما يزيد بن معاوية ، فإنه لما وصل إليه كتاب ابن زياد ووقف عليه ، أعاد الجواب إليه يأمره فيه بحمل رأس الحسين عليهالسلام ورؤوس من قتل معه ، وبحمل أثقاله ونسائه وعياله.
فاستدعى ابن زياد بمحفر بن ثعلبة العائذي (١٠٦) ، فسلم إليه الرؤوس والأسارى والنساء ، فسار بهم محفر إلى الشام كما يسار بسبايا الكفار ، يتصفح وجوههن أهل الأقطار.
روى ابن لهيعة (١٠٧) وغيره حديثنا أخذنا منه موضع الحاجة ، قال : كنت أطوف بالبيت ، فإذا أنا برجل يقول : اللهم اغفر لي وما أراك فاعلاً.
____________
(١٠٥) ع :
أيها القاتلون
جهلا ًحسيناً |
|
ابشروا بالعذاب
والتنكيل |
كل أهل السماء
يدعو عليكم |
|
من نبي ومالك
وقبيل |
(١٠٦) اختلفت النسخ والمصادر في ضبطه اسمه ، فالمثبت من ع. وفي ر : مجفر ، وفي ب : مخفر.
وهو محفر بن ثعلب بن مرة بن خالد ، من بني عائذة ، من خزيمة بن لؤي ، من رجال بني أمية في صدر دولتهم.
نسب قريش : ٤٤١ وفيه : مخفر ، جمهرة الانساب : ١٦٥ ، الأعلام ٥ / ٢٩١.
(١٠٧) ر. ع : فروى ابن لهيعة ، والمثبت من ب.
وابن لهيعة : عبد الله بن لهيعة بن فرعان الحضرمي المصري ، ابوعبد الرحمن ، محدث مصر وقاضيها ، ومن كتاب للحديث والجماعين للعلم والراحلين فيه ، توفي بالقاهرة سنة ١٧٤ هـ.
الولاة والقضاة ٣٦٨ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٧٧ ، ميزان الاعتدال ٢ : ٦٤ ، الأعلام ٤ : ١١٥.