وكان الحسين عليهالسلام قد كتب إلى جماعة من أشراف البصرة كتاباً مع مولى له اسمه سليمان ويكنى أبا رزين (٨٩) يدعوهم فيه إلى نصرته ولزوم طاعته ، منهم يزيد بن مسعود النهشلي (٩٠) والمنذر بن الجارود العبدي (٩١).
فجمع يزيد بن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد (٩٢) ، فلما حضروا قال : يا بني تميم كيف ترون موضعي منكم وحسبي فيكم؟
فقالوا : بخٍّ بخٍّ ، أنت والله فقرة الظهر ورأس الفخر (٩٣) ، حللت في الشرف وسطاً ، وتقدمت فيه فرطاً.
قال : فإني قد جمعتكم لأمرٍ أريد أن أشاوركم فيه وأستعين بكم عليه.
فقالوا : والله إنما نمنحك (٩٤) النصيحة ونجهد (٩٥) لك الرأي ، فقل نسمع (٩٦).
____________
(٨٩) كان مولى للحسين ، أرسله إلى أهل البصرة ، وسلمه أحد من أرسل إليهم من زعماء البصرة إلى عبدالله فقتله ، وذكر بعض المؤرخين أنه استشهد مع الحسين عليهالسلام ، والظاهر أنه وقع خلط بين هذا وبين سليمان آخر استشهد مع الحسين عليهالسلام.
تاريخ الطبري ٥ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨ ، مقتل الخوارزمي ١ / ١٩٩ ، بحار الأنوار ٤٤ / ٣٣٧ ـ ٣٤٠ ، أنصار الحسين : ٧٤ ، ضياء العينين : ٣٩ ـ ٤٠.
(٩٠) لم يذكروه.
(٩١) المنذر بن الجارود بن عمرو بن خنيس العبدي ، ولد في عقد النبي وشهد الجمل مع علي عليهالسلام ، وولاه علي إمرة اصطخر ، ثم بلغه عنه ما ساءه فكتب إليه كتاباً وعزله ، ولاه عبيدالله بن زياد ثغر الهند سنة ٦١ هـ ، فمات فيها آخر سنة ٦١ هـ.
الإصابة ترجمة رقم ٨٣٣٦ ، جمهرة الأنساب : ٢٧٩ ، الأغاني ١١ / ١١٧ ، الأعلام ٧ / ٢٩٢.
(٩٢) ر : سعيد.
(٩٣) ر : الفجر.
(٩٤) ب : فقالوا انما والله نمنحك ، ع : إنا والله نمنحك.
(٩٥) ب : ونحمد.
(٩٦) ب : فقل حتى نسمع.