فقال : إن معاوية قد (٩٧) مات ، فأهون به والله هالكاً ومفقوداً ، ألا وإنه قد انكسر باب الجور والإثم ، وتضعضعت أركان الظلم ، وقد كان أحدث بيعةً عقد بها أمراً وظن أنه قد أحكمه ، وهيهات والذي أراد ، اجتهد والله ففشل ، وشاور فخذل ، وقد قام ابنه (٩٨) يزيد ـ شارب الخمور ورأس الفجور ـ يدعي الخلافة على المسلمين ويتأمر عليهم بغير رضىً منهم (٩٩) ، مع قصر حلمٍ وقلة علمٍ ، لا يعرف من الحق موطئ قدمه ، فأقسم بالله قسماً مبروراً لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين.
وهذا الحسين بن علي ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله (١٠٠) ، ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل ، له فضلٌ لا يوصف وعلمٌ لا ينزف ، وهو (١٠١) أولى بهذا الأمر ، لسابقته وسنه وقدمه (١٠٢) وقرابته ، يعطف على الصغير ويحنو على الكبير ، فأكرم به راعي رعية وإمام قوم ، وجبت لله به الحجة (١٠٣) وبلغت به الموعظة.
فلا تعشوا عن نور الحق ولا تسكعوا في وهدة الباطل (١٠٤) ، فقد كان صخر
__________________
(٩٧) قد ، لم ترد في ب. ع.
(٩٨) ابنه ، لم يرد في ر. ب.
(٩٩) بغير رضى منهم ، لم يرد في ر. ب.
(١٠٠) ر ، ب : ابن رسول الله.
(١٠١) ر : له فضل لا يوصف وهو.
(١٠٢) ب : وقدمته.
(١٠٣) ر : وجبت لله الحجة ، ب : وحيت لله به الحجة ، ع : وحببت لله به الحجة ، والمثبت ملفق من هذه النسخ.
(١٠٤) ر : فلا تعشوا عن نور الحق ولا تكسعوا في الباطل ، ب : ولا تعشوا ... ، ع : وهد الباطل ... والتسكع : التمادي في الباطل.