أمثاله من ذخائر النبوة والإمامة ، وقد نقل الرواة تصديق ما قلناه وصورة ما حكيناه.
قال الراوي (١٥٩) : وجاءت جارية من ناحية خيم الحسين عليهالسلام.
فقال لها رجل : يا أمة الله إن سيدك قتل.
قالت الجارية : فاسرعت الى سيداتي وأنا اصيح ، فقمن في وجهي وصحن.
قال : وتسابق القوم على نهب بيوت آل الرسول وقرة عين الزهراء البتول ، حتى جعلوا ينتزعون ملحفة المرأة عن ظهرها ، وخرج بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله وحريمه يتساعدن على البكاء ويندبن لفراق الحماة (١٦٠) والأحباء.
فروى حميد بن مسلم قال : رأيت امرأة من بني بكر (١٦١) بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد ، فلما رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين عليهالسلام في فسطاطهن وهم يسلبونهن ، أخذت سيفاً وأقبلت نحو الفسطاط وقالت : يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله؟!! لا حكم إلا لله ، يالثارات رسول الله ، فأخذها زوجها فردها إلى رحله.
قال الراوي : ثم أخرجوا النساء من الخيمة وأشعلوا فيها النار ، فخرجن حواسر مسلبات حافيات باكيات يمشين سبايا في أسر الذلة.
وقلن : بحق الله إلا ما مررتم بنا على مصرع الحسين ، فلما نظر النسوة إلى القتلى صحن وضربن وجوههن.
قال : فوالله لا أنسى زينب ابنت علي وهي تندب الحسين عليهالسلام وتنادي بصوت
____________
(١٥٩) الراوي ، من ع.
(١٦٠) ر : الأكماة.
(١٦١) ب : من بكر.