فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب (١٦٠) جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا ترحض عنك عارها.
وهل رأيك إلا فندا ، وأيامك إلا عددا ، وجمعك إلا بددا ، يوم ينادي المناد : ألا لعنة الله على الظالمين.
فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة.
ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة ، إنه رحيم ودود ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فقال يزيد لعنه الله :
يا صيحة تحمد من صوائح |
|
ما أهون الموت على النوائح |
قال الراوي : ثم استشار أهل الشام فيما يصنع بهم.
فقالوا : لا تتخذ من كلب سوء جروا.
فقال له النعمان بن بشير : أنظر ما كان الرسول يصنع بهم فاصنعه بهم.
ونظر رجل من أهل الشام إلى فاطمة ابنت الحسين عليهالسلام ، فقال : يا أميرالمؤمنين هب لي هذه الجارية.
فقالت فاطمة لعمتها : يا عمتاه أيتمت وأستخدم؟ (١٦١)
فقالت زينب : لا ، ولا كرامة لهذا الفاسق.
فقال الشامي : من هذه الجارية؟
فقال له يزيد لعنه الله : هذه فاطمة ابنت الحسين ، وتلك عمتها زينب ابنت علي.
فقال الشامي : الحسين بن فاطمة وعلي بن أبي طالب!!
____________
(١٦٠) ر : واجهد.
(١٦١) ر : واستخدمت. والمثبت من ع.