فنزع السهم من نحره ، وقرن كفيه جميعاً (١٣٧) ، وكلما امتلأتا من دمائه خضب بها رأسه ولحيته وهو يقول : « هكذا ألقى الله مخضباً بدمي مغصوباً على حقي ».
فقال عمر بن سعد لعنه الله لرجل عن يمينه : إنزل ويحك إلى الحسين فأرحه.
فبدر إليه خولي بن يزيد الأصبحي (١٣٨) ليحتز رأسه ، فأرعد.
فنزل إليه سنان بن أنس النخعي لعنه الله فضربه بالسيف في حلقه الشريف وهو يقول : والله إني لأحتز (١٣٩) رأسك وأعلم أنك ابن رسول الله وخير الناس أباً وأماً!!! ثم احتز رأسه الشريف صلىاللهعليهوآله (١٤٠).
وفي ذلك يقول الشاعر :
فأي رزية عدلت حسيناً |
|
غداة تبيره كفا سنان |
وروي : أن سناناً هذا أخذه المختار فقطع أنامله أنملة أنملة ، ثم قطع يديه ورجليه ، وأغلى (١٤١) له قدراً فيها زيت ، ورماه فيها وهو يضطرب.
وروى أبوطاهر محمد بن الحسين البرسي في كتابه معالم الدين (١٤٢) ، عن الصادق عليهالسلام قال : « لما كان من أمر الحسين ما كان ، ضجت الملائكة وقالوا : يا ربنا (١٤٣) هذا الحسين صفيك وابن صفيك وابن بنت نبيك.
____________
(١٣٧) جميعاً ، لم يرد في ر.
(١٣٨) في مستدركات علم الرجال ٣ / ٣٤٤ : خولي بن يزيد الأصبحي ، من قتلة أبي عبد الله عليهالسلام ، قتله المختار.
(١٣٩) ب. ع : لا جتز.
(١٤٠) ب : رأسه المقدس المعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وكرم.
(١٤١) ر : وغلا.
(١٤٢) قال الشيخ الطهراني في الذريعة ٢١ / ١٩٨ : معالم الدين ، للشيخ المتقدم أبي طاهر محمد بن الحسن القرسي ( البرسي ) ، يروي عنه السيد في اللهوف ... ويروي عنه في الإقبال ...
(١٤٣) ع : ضجت الملائكة إلى الله بالبكاء وقالت يا رب.