بالرمح ، ثم قال : علي بالنار أحرقه على من فيه.
فقال له الحسين عليهالسلام : « يابن ذي الجوشن ، أنت الداعي بالنار لتحرق على أهلي ، أحرقك الله بالنار ».
وجاء شبث فوبخه ، فاستحى وانصرف.
قال الراوي (١٢٤) : وقال الحسين عليهالسلام : « إيتوني بثوب (١٢٥) لا يرغب فيه أجعله تحت ثيابي ، لئلا أجرد منه ».
فأتي بتبان ، فقال : « لا ، ذاك لباس من ضربت عليه الذلة ».
فأخذ ثوبا خلقاً ، فخرقه وجعله تحت ثيابه ، فلما قتل جردوه منه عليهالسلام.
ثم استدعى عليهالسلام بسراويل من حبرة ، ففرزها ولبسها ، وإنما فرزها لئلا يسلبها ، فلما قتل سلبها بحر بن كعب لعنه الله وترك الحسين عليهالسلام مجرداً (١٢٦) ، فكانت يدا بحر بعد ذلك تيبسان (١٢٧) في الصيف كأنهما عودان يابسان وتترطبان في الشتاء فتنضحان قيحاً ودماً ، إلى أن أهلكه الله تعالى.
قال : ولما أثخن الحسين عليهالسلام بالجراح ، وبقي (١٢٨) كالقنفذ ، طعنه صالح بن وهب المزني (١٢٩) لعنه الله على خاصرته طعنة ، فسقط الحسين عليهالسلام عن فرسه إلى الأرض على خده الأيمن ، ثم قام صلوات الله عليه (١٣٠).
____________
(١٢٤) الراوي ، من.
(١٢٥) ب : ابعثوا إلي ثوباً. ع : ابغوا لي ثوباً.
(١٢٦) ب : سلبها أبجر بن كعب وتركه مجرداً.
(١٢٧) ر : يدا بحر تيبسان. ب : يد أبجر بعد ذلك ييبسان.
(١٢٨) ر : فبقى.
(١٢٩) في مستدركات علم الرجال ٤ / ٢٤٨ : صالح بن وهب المزني ، خبيث ملعون.
(١٣٠) ع : ... على خده الأيمن وهو يقول : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ثم قام صلوات الله عليه.