فلما قتل رجعت إلى منزلي وصليت العشاء الآخرة ونمت.
فأتاني آت في منامي ، فقال : أجب رسول الله صلىاللهعليهوآله .
فقلت : مالي وله.
فأخذ بتلابيبي وجرني إليه ، فإذا النبي صلىاللهعليهوآله جالس في صحراء ، حاسر عن ذراعية ، آخذ بحربة ، وملك قائم بين يديه وفي يده سيف من نار يقتل أصحابي التسعة ، فلما ضرب ضربة التهبت أنفسهم ناراً.
فدنوت منه وجثوت بين يديه وقلت : السلام عليك يا رسول الله ، فلم يرد علي ، ومكث طويلاً.
ثم رفع رأسه وقال : يا عدو الله أنتهكت حرمتي وقتلت عترتي ولم ترع حقي وفعلت ما فعلت.
فقلت : يا رسول الله ، والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم.
فقال : صدقت ، ولكن كثرت السواد ، أدن مني ، فدنوت منه ، فاذا طشت مملو دماً ، فقال لي : هذا دم ولدي الحسين عليهالسلام ، فكحلني من ذلك الدم ، فانتبهت حتى الساعة لا أبصر شيئاً.
وروي عنه الصادق عليهالسلام ، يرفعه إلى النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : « إذا كان يوم القيامة نصب لفاطمة عليهاالسلام قبة من نور ، ويقبل الحسين عليهالسلام ورأسه في يده ، فإذا رأته شهقت شهقة لا يبقى في الجمع ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا بكى لها ، فيمثله الله عز وجل لها في أحسن صورة ، وهو يخاصم قتلته بلا رأس ، فيجمع الله لي قتلته والمجهزين عليه ومن شرك في دمه ، فأقتلهم حتى آتي على آخرهم ، ثم ينشرون فيقتلهم أمير المؤمنين عليهالسلام ، ثم ينشرون فيقتلهم الحسن عليهالسلام ، ثم