قال الراوي (٩٧) : واشتد العطش بالحسين عليهالسلام ، فركب المسناة يريد الفرات ، والعباس أخوه بين يديه ، فاعترضتهما خيل ابن سعد ، فرمى رجل من بني دارم الحسين عليهالسلام بسهمٍ فأثبته في حنكه الشريف ، فانتزع صلوات الله عليه السهم وبسط يده تحت حنكه حتى امتلأت راحتاه من الدم (٩٨) ، ثم رمى به وقال : « اللهم إني أشكوه إليك ما يفعل بابن بنت نبيك ».
ثم اقتطعوا العباس عنه ، وأحاطوا به من كل جانب ومكان ، حتى قتلوه قدس الله روحه (٩٩) ، فبكى الحسين عليهالسلام بكاءً شديداً. وفي ذلك يقول الشاعر :
أحق الناس أن يبكى عليه |
|
فتىً أبكى الحسين بكربلاء |
أخوه وابن والده علي |
|
أبو الفضل المضرج بالدماء |
ومن واساه لا يثنيه شيء |
|
وجادله على عطش بماء |
قال الراوي (١٠٠) : ثم أن الحسين عليهالسلام دعا الناس إلى البراز ، فلم يزل يقتل كل من برز اليه ، حتى قتل مقتلة عظيمة ، وهو في ذلك يقول :
«
القتل أولى من ركوب العار |
|
والعار أولى من دخول النار » |
قال بعض الرواة : والله ما رأيت مكثوراً (١٠١) قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه (١٠٢) أربط جأشاً منه ، وإن الرجال كانت لتشد عليه فيشد عليها
____________
(٩٧) الراوي ، لم يرد في ر.
(٩٨) ر : راحته دماً.
(٩٩) جاء بعد قوله قدس الله روحه في نسخة ب : وكان المتولي لقتله زيدبن ورقاء الحنفي وحكيم بن الطفيل السنبسي.
(١٠٠) الراوي ، لم يرد في ر.
(١٠١) ر : مكسورا.
(١٠٢) ب : وصحبه.