حرملة بن الكاهل (٩٥) بسهم ، فوقع في نحره فذبحه ، فقال لزينب : « خذيه ».
ثم تلقى الدم بكفيه حتى امتلأتا ، ورمى بالدم نحو السماء وقال : « هون علي ما نزل بي ، إنه بعين الله ».
قال الباقر عليهالسلام : « فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض ».
وروي من طرق أخرى ، وهي أقرب إلى العقل ، لأن الحال ما كان وقت توديع للصبي ، لاشتغالهم بالحرب والقتل ، وإنما زينب أخته عليهاالسلام أخرجت الصبي وقالت : يا أخي ، هذا ولدك له ثلاثة أيام ما ذاق الماء ، فاطلب له شربة ماء.
فأخذه على يده وقال : « يا قوم قد قتلتم شيعتي وأهل بيتي ، وقد بقي هذا الطفل يتلظى عطشاً ، فاسقوه شربةً من الماء ».
فبينما هو يخاطبهم إذ رماه رجل منهم بسهم فذبحه.
فدعا عليهم بنحو ما صنع بهم المختار وغيره (٩٦).
__________________
وفي اسم قاتله اختلاف ، فقيل : حرملة ، وقيل عقبة بن بشر.
مقاتل الطالبيين : ٨٩ ـ ٩٠.
(٩٥) لم يذكروه ، وهو خبيث ملعون.
ولما قبض على حرملة ورآه المختار ، بكى المختار وقال : يا ويلك أما كفاك ما فعلت حتى قتلت طفلاً صغيراً وذبحته ، يا عدو الله ، أما علمت أنه ولد النبي ، فأمر به فجعلوه مرمى ، فرمي بالنشاب حتى مات.
وقيل : إنه لما نظر المختار إلى حرملة قال : الحمد الله الذي مكنني منك يا عدو الله ، ثم أحضر الجزار فقال له : اقطع يديه ورجليه ، فقطعها ، ثم قال : علي بالنار ، فاحضرت بين يديه ، فأخذ قضيباً من حديد وجعله في النار حتى احمر ثم ابيضٌ ، فوضعه على رقبته ، فصارت رقبته تجوش من النار وهو يستغيث حتى قطعت رقبته.
حكاية المختار : ٥٥ و ٥٩.
(٩٦) من قوله : وروي من طرق أخرى ... إلى هنا ، لم يرد في ع.