قوم لا تقتلوا حسيناً فيسحتكم الله بعذابٍ وقد خاب من افترى.
ثم التفت إلى الحسين عليهالسلام وقال : أفلا نروح إلى ربنا ونلحق بأصحابنا؟
فقال له : « بل (٧٨) رح إلى ما هو خيرٌ لك من الدنيا وما فيها وإلى ملكٍ لا يبلى ».
فتقدم ، فقاتل قتال الأبطال ، وصبر على احتمال الأهوال ، حتى قتل ، رضوان الله عليه.
قال : وحضرت صلاة الظهر ، فأمر الحسين عليهالسلامزهير بن القين وسعيد بن عبدالله الحنفي أن يتقدما أمامه بنصف من تخلف معه ، ثم صلى بهم صلاة الخوف.
فوصل إلى الحسين عليهالسلامسهمٌ ، فتقدم سعيد بن عبدالله الحنفي ، ووقف يقيه بنفسه ما زال ، ولا تخطى حتى سقط إلى الأرض وهو يقول : اللهم العنهم لعن عادٍ وثمود ، اللهم أبلغ نبيك عني السلام ، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح ، فإني أردت ثوابك في نصر ذرية نبيك ، ثم قضى نحبه رضوان الله عليه ، فوجد به ثلاثة عشر سهمأً سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح.
قال الراوي (٧٩) : وتقدم سويد بن عمر بن أبي المطاع (٨٠) ، وكان شريفاً كثير الصلاة ، فقاتل قتال الأسد الباسل ، وبالغ في الصبر على الخطب النازل ، حتى
____________
(٧٨) ع : ونلحق بإخواننا بلى.
(٧٩) الراوي ، لم يرد في ر.
(٨٠) هو سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي ، ذكر في عدة مصادر ، كان شريفاً كثير الصلاة ، وهو أحد آخر رجلين بقيا مع الحسين وقتل بعد مقتل الحسين عليهالسلام ، فكان آخر قتيل ، قتله هاني بن ثبيت الحضرمي ، والخثعمي : خثعم بن أنمار بن أراش ، من القحطانية.
رجال الشيخ : ٧٤ ، المناقب ٤ / ١٠٢ وفيه : عمرو بن أبي المطاع الجعفي ، البحار ٤٥ / ٢٤ ، تسمية من قتل مع الحسين : ١٥٤ وفيه : سويد بن عمرو بن المطاع ، أنصار الحسين : ٩١ ـ ٩٢.