فجلست زينب ابنت عي متنكرة ، فسأل عنها ، فقيل : هذه زينب ابنت علي.
فأقبل عليها وقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم!!!
فقالت : إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا.
فقال ابن زياد : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟
فقالت : ما رأيت إلا جميلاً ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاج وتخاصم ، فانظر لمن الفلج يومئذ ، هبلتك (٦٧) أمك يابن مراجانة.
قال الراوي (٦٨) : فغضب وكأنه (٦٩) هم بها.
فقال له عمرو بن حريث (٧٠) : أيها الأمير إنها إمرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.
فقال لها ابن زياد : لقد شف الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك!!!
فقالت : لعمري لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فان كان هذا شفاؤك (٧١) فقد اشتفيت.
____________
(٦٧) ب : ثكلتك.
(٦٨) الراوي ، من ع.
(٦٩) ر : فكأنه.
(٧٠) ر : عمر بن حريث.
وهو : عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله المخزومي ، روى عن أبي بكر وابن مسعود ، وروى عنه ابنه جعفر والحسن العرني والمغيرة بن سبيع وغيرهم ، كانت داره مأوى لأعداء أهل البيت ولي الكوفة لزياد بن أبيه ولأبنه عبيد الله ، مات سنة ٨٥ هـ.
سير اعلام النبلاء ٣ / ٤١٧ ـ ٤١٩ ، الأعلام ٥ / ٧٦
(٧١) ب. ع : شفاك. ر : فإن كان هذا شفاؤك فقد أشفيت.