غداً فادعنا معهم ».
فقال مروان : لا تقبل أيها الأمير عذره ، ومتى لم يبايع فاضرب عنقه.
فغضب الحسين عليهالسلامثم قال : « ويلي عليك يابن الزرقاء ، أنت تأمر بضرب عنقي ، كذبت والله ولؤمت (٣٩) ».
ثم أقبل على الوليد فقال : « أيها الأمير إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ، وبنا فتح الله وبنا ختم الله (٤٠) ، ويزيد رجلٌ فاسق شارب الخمر (٤١) قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ليس له هذه المنزلة (٤٢) ، ومثلي لا يبايع مثله (٤٣) ، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة ».
ثم خرج عليهالسلام ، فقال مروان للوليد : عصيتني.
فقال : ويحك يا مروان ، إنك أشرت علي بذهاب ديني ودنياي ، والله ما أحب أن ملك الدنيا بأسرها لي وأنني قتلت حسيناً ، والله ما أظن أحداً يلقى الله بدم الحسين إلا وهو خفيف الميزان ، لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذابٌ أليمً.
قال : وأصبح الحسين عليهالسلام ، فخرج (٤٤) من منزله يستمع الأخبار ، فلقاه مروان ، فقال : يا أبا عبدالله ، إني لك ناصحٌ فأطعني ترشد.
____________
(٣٩) ب : وأثمت.
(٤٠) ر : وبنا فتح الله وبنا يختم.
(٤١) ر : خمر.
(٤٢) قوله : ليس له هذه المنزلة ، لم يرد في ع. ب.
(٤٣) ع : بمثله ، ر : لمثله ، والمثبت من ب.
(٤٤) ب : فلما أصبح الحسين عليهالسلامخرج.