فرجع عليهالسلامإلى موقف النزال ، وقاتل أعظم القتال ، فرماه منقذ بن مرة العبدي (٨٤) بسهمٍ فصرعه ، فنادى : يا أبتاه عليك مني (٨٥) السلام ، هذا جدي يقرؤك السلام ويقول لك : عجل القدوم علينا ، ثم شهق شهقة فمات.
فجاء الحسين عليهالسلام(٨٦) حتى وقف عليه ، ووضع خده على خده (٨٧) وقال : « قتل الله قوماً قتلوك ، ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، على الدنيا بعدك العفاء ».
قال الراوي (٨٨) : وخرجت زينب ابنت علي تنادي : يا حبيباه يا بن أخاه ، وجاءت فأكبت عليه.
فجاء الحسين عليهالسلام فأخذها وردها إلى النساء.
ثم جعل أهل بيته يخرج منهم الرجل بعد الرجل ، حتى قتل القوم منهم جماعة ، فصاح الحسين عليهالسلام في تلك الحال : صبراً يا بني عمومتي ، صبراً يا أهل بيتي صبراً ، فوالله لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم أبداً.
قال الراوي (٨٩) : وخرج غلام (٩٠) كأن وجهه شقة قمر ، فجعل يقاتل ،
____________
(٨٤) كذا في النسخ ، ولكن في تاريخ الطبري ٦ / ٦٢٥ والكامل ٤ / ٣٠ والأخبار الطوال : ٢٥٤ ومقاتل الطالبيين : ٨٤ ورد اسمه هكذا : مره بن منقذ بن النعمان العبدي ثم الليثي.
لم يذكروه ، وهو خبيث ملعون.
(٨٥) مني ، لم يرد في ر.
(٨٦) الحسين ، لم يرد في ر.
(٨٧) ووضع خده على خده ، لم يرد في ر.
(٨٨) الراوي ، لم يرد في ر.
(٨٩) الراوي ، لم يرد في ر.
(٩٠) هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، أخو أبي بكر بن الحسن لأبيه وأمه المقتول قبله.
مقاتل الطالبيين : ٥٠.