قال الراوي (١١٠) : وسار القوم برأس الحسين عليهالسلام ونسائه والأسرى (١١١) من رجاله ، فلما قربوا من دمشق دنت أم كلثوم من الشمر ـ وكان من جملتهم (١١٢) ـ فقالت : لي إليك حاجة.
فقال : وما حاجتك؟
قالت إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل الناظرة ، وتقدم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحونا عنا ، فقد خزينا من كثرة النظر (١١٣) إلينا ونحن في هذه الحال.
فأمر في جواب سؤالها : أن تجعل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل ـ بغياً منه وكفراً ـ وسلك بهم بين النظارة على تلك الصفة ، حتى أتى بهم إلى باب دمشق ، فوقفوا على درج (١١٤) باب المسجد الجامع حيث يقام السبي.
وروي (١١٥) أن بعض التابعين لما شاهد رأس الحسين عليهالسلام بالشام أخفى نفسه شهراً من جميع أصحابه ، فلما وجدوه بعد إذ فقدوه سألوه عن سبب ذلك ، فقال :
____________
ورأيت في تذييل محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد ، في ترجمة علي بن نصر الشبوكي ، باسناده زيادة في هذا الحديث ما هذا لفظه : قال : لما قتل الحسين بن علي وحملوا برأسه جلسوا يشربون ويجيء بعضهم بعضاً برأس ، فخرجت يد وكتبت بقلم الحديد على الحائط :
أترجو أمة قتلت
حسيناً |
|
شفاعة جده يوم
الحساب |
قال : فلما سمعوا بذلك تركوا الرأس وهزموا.
(١١٠) الراوي ، من ع.
(١١١) ر : والأسارى. والمثبت من ب.ع.
(١١٢) ر : وكانت في جملتهم ، والمثبت من ب. ع.
(١١٣) ر : الناظر.
(١١٤) درج ، لم يرد في ر.
(١١٥) ب. ع : فروي.