فقال ابن زياد : أتظن أن لك من الأمر شيئاً.
فقال مسلم : والله ما هو الظن ، ولكنه اليقين.
فقال ابن زياد : أخبرني يا مسلم لم أتيت هذا البلد وأمرهم ملتئمٌ فشتت أمرهم (١٤٦) بينهم وفرقت كلمتهم؟
فقال له مسلم : ما لهذا أتيت ، ولكنكم أظهرتم المنكر ودفنتم المعروف وتأمرتم على الناس بغير رضىً منهم وحملتموهم على غير ما أمركم به الله ، وعملتم فيهم بأعمال كسرى وقيصر ، فأتيناهم لنأمر فيهم بالمعروف وننهى عن المنكر وندعوهم إلى حكم الكتاب والسنة ، وكنا أهل ذلك كما أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله .
فجعل ابن زياد لعنه الله يشتمه ويشتم علياً والحسن والحسين عليهمالسلام!
فقال له مسلم : أنت وأبوك أحق بالشتم ، فاقض ما أنت قاض يا عدو الله. فأمر ابن زياد بكير بن حمران (١٤٧) أن يصعد به إلى أعلا القصر فيقتله ، فصعد به ـ وهو يسبح الله تعالى ويستغفره ويصلي على نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فضرب عنقه ، ونزل وهو مذعور.
فقال له ابن زياد : ما شأنك؟
فقال : أيها الأمير رأيت ساعة قتله رجلاً أسوداً شنيء (١٤٨) الوجه حذاي عاضاً على إصبعه ـ أو قال شفتيه ـ ففزعت فزعاً لم أفزعه قط.
فقال ابن زياد : لعلك دهشت.
ثم أمر بهاني بن عروة ، فأخرج ليقتل ، فجعل يقول : وامذحجاه وأين مني
____________
(١٤٦) أمرهم ، لم يرد في ر.
(١٤٧) في كتاب مستدركات علم الرجال ٢ / ٥٠ : بكر بن حمران الأحمري ، خبيث ملعون ، قاتل مسلم ابن عقيل.
(١٤٨) ب ، ع : سيء.