قال : نعم.
فقال الشامي : لعنك الله يا يزيد ، تقتل عترة نبيك وتسبي ذريته ، والله ما توهمت إلا أنهم سبي الروم (١٦٢).
فقال يزيد : والله لألحقنك بهم ، ثم أمر به فضرب عنقه.
قال الراوي (١٦٣) : ودعا يزيد لعنه الله بالخاطب ، وأمره أن يصعد المنبر فيذم الحسين وأباه صلوات الله عليهما ، فصعد ، وبالغ في ذم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسين الشهيد ، والمدح لمعاوية ويزيد.
فصاح به علي بن الحسين عليهالسلام : « ويلك أيها الخاطب ، اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق ، فتبوأ مقعدك من النار ».
ولقد أحسن ابن سنان الخفاجي (١٦٤) في وصف أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وأولاده ، حيث يقول :
أعلى المنابر تعلنون بسبه |
|
وبسيفه نصبت لكم أعوادها |
قال الراوي (١٦٥) : ووعد يزيد لعنه الله علي بن الحسين عليهماالسلام في ذلك اليوم أنه يقضي له ثلاث حاجات.
ثم أمر بهم إلى منزل لا يكنهم من حر ولا بردٍ ، فأقاموا فيه حتى تقشرت وجوههم ، وكانوا مدة مقامهم في البلد المشار اليه ينحون على الحسين عليهالسلام.
____________
(١٦٢) ر : سبي ترك الروم.
(١٦٣) الراوي ، من ع.
(١٦٤) عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان ، أبو محمد الخفاجي الحلبي ، شاعر ، أخذ الأدب عن أبي العلاء وغيره ، مات بالسم سنة ٤٦٦ هـ.
الأعلام ٤ / ١٢٢ ، وذكر من مصادر ترجمته : فوات الوفيات ١ / ٢٣٣ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٩٦.
(١٦٥) الراوي ، من ع.