النبي صلىاللهعليهوآله رفعت صوتي بالبكاء ، وأنشأت أقول :
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها |
|
قتل الحسين فأدمعي مدرار |
الجسم منه بكربلاء مضرج |
|
والرأس منه على القناة يدار |
قال : ثم قلت : هذا علي بن الحسين مع عماته وأخواته قد حلوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم ، وأنا رسوله إليكم أعرفكم مكانه.
قال : فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهن ، مكشوفة شعورهن مخمشة وجوههن ، ضاربات (١٨٨) خدودهن ، يدعون بالويل والثبور ، فلم أر باكياً ولا باكية أكثر من ذلك اليوم ، ولا يوماً أمر على المسلمين منه بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله .
وسمعت جارية تنوح على الحسين وتقول :
نعى سيدي ناع نعاه فأوجعا |
|
فأمرضني (١٨٩) ناع نعاه فأفجعا |
أعيني جودا بالمدامع (١٩٠) واسكبا |
|
وجودا بدمع بعد دمعكما معا |
على من دهى (١٩١) عرش الجليل
فزعزعا |
|
وأصبح أنف الدين والمجد أجدعا (١٩٢) |
____________
(١٨٨) ر : لاطمات.
(١٨٩) ب. ع : وأمرضني.
(١٩٠) ب. ع : فعيني جودا بالدموع.
(١٩١) ر : وهى.
(١٩٢) ب. ع : فأصبح هذا المجد والدين أجدعا.