فقال ابن زياد : اضربوا عنقه ، فضربت عنقه وصلب في السبخة (١٠٠).
قال الراوي (١٠١) : وكتب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية يخبره بقتل الحسين وخبر أهل بيته ، وكتب أيضاً إلى عمرو بن سعيد بن العاص (١٠٢) أمير المدينة بمثل ذلك.
فأما عمرو ، فحين وصله الخبر صعد المنبر وخطب الناس وأعلمهم ذلك ، فعظمت واعية بني هاشم ، وأقاموا سنن المصائب والمآتم ، وكانت زينب بنت عقيل بن أبي طالب (١٠٣) تندب (١٠٤) الحسين عليهالسلام وتقول :
ماذا تقولون إذ قال النبي لكم |
|
ماذا فعلتمو أنتم آخر الأمم |
بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي |
|
منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم |
ماكان هذا جزائي إذ نصحت لكم |
|
أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي |
____________
(١٠٠) في معجم البلدان ٣ / ٣٠ : السبخة بالتحريك واحدة السباخ : الأرض الملح النازة ، موضع بالبصرة ... والسبخة من قرى البحرين.
أقول : لم أجد في كتب البلدان واللغة من ذكر أن السبخة موضع بالكوفة ، ولكن يوجد موضع بين مسجد السهلة ومسجد الكوفة كان يعرف بين الناس بالسبخة ، وقيل : المراد بالسبخة هنا : الكناسة.
(١٠١) الراوي ، من ع.
(١٠٢) عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي ، كان والي مكة والمدينة لمعاوية وابنه يزيد ، وقدم الشام ، فلما طلب مروان بن الحكم الخلافة عاضده عمرو ، فجعل له ولاية العهد بعد ابنه عبد الملك ، ولما ولي عبد الملك أراد خلعه من ولاية العهد ، فنفر عمرو ، ولم يزل عبد الملك يتربص به حتى تمكن منه فقتله سنة ٧٠ هـ.
الإصابة ترجمة رقم ٦٨٥٠ ، فوات الوفيات ٢ / ١١٨ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٧ ، الأعلام ٤ / ٧٨.
(١٠٣) في أنساب الأشراف صفحة ٢٢١ : كانت زينب هذه عند علي بن يزيد بن ركانة من بني المطلب بن عبد مناف ، فولدت له ولداً ، منهم عبدة ولدت وهب بن وهب أبا البختري القاضي.
(١٠٤) ر : تندب على.