فقال له عبد الله بن عفيف : يا عدو الله ، بماذا أخزاني الله (٩٣).
والله لو يفسح لي عن بصري |
|
ضاق عليكم موردي ومصدري (٩٤) |
فقال له ابن زياد : ماذا تقول يا عبد الله في أميرالمؤمنين عثمان بن عفان (٩٥)؟
فقال : يا عبد بني علاج ، يا بن مرجانة ـ وشتمه (٩٦) ـ ما أنت وعثمان بن عفان أساء أم أحسن (٩٧) ، وأصلح أم أفسد ، والله تعالى ولي خلقه يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل (٩٨) والحق ، ولكن سلني عنك وعن أبيك وعن يزيد وأبيه.
فقال ابن زياد : والله لا سألتك عن شيء أو تذوق الموت غصة بعد غصة.
فقال عبد الله بن عفيف : الحمد لله رب العالمين ، أما أني قد كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك أمك ، وسألت الله أن يجعل ذلك على يدي العن خلقه وأبغضهم إليه ، فلما كف بصري يئست من الشهادة ، والآن فالحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها ، وعرفني الإجابة بمنه (٩٩) في قديم دعائي.
__________________
(٩٣) جاء بعد هذا في نسخة ر كلمة شعر.
(٩٤) ب. ع :
والله لو فرج لي
عن بصري |
|
ضاق عليك موردي
ومصدري |
(٩٥) ب. ع : فقال ابن زياد : يا عدو الله ما تقول في عثمان بن عفان.
وعثمان هو : ابن عفان بن أبي العاص بن أمية ، أسلم بعد البعثة ، صارت إليه الخلافة بعد موت عمر سنة ٢٣ هـ ، نقم عليه الناس اختصاصه أقاربه من بني أمية بالولايات والأعمال وتقسيم الأموال الكثيرة بينهم ، فحصروه في داره وقتلوه سنة ٣٥ هـ.
ابن الأثير حوادث سنة ٣٥ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٦١ ، البدء والتاريخ ٥ / ٧٩ ، الأعلام ٤ / ٢١٠.
(٩٦) لفظة : وشتمه ، لم ترد في ر.
(٩٧) ب : ما أنت وعثمان إن أساء أم أحسن.
(٩٨) ر : والله علي ولي خلقه يقضي بينهم بالعدل.
(٩٩) ب. ع : منه.