يأمره (٣٤) بأخذ البيعة له على أهلها (٣٥) وخاصةً على الحسين بن علي عليهماالسلام (٣٦) ، ويقول له : إن أبى عليك فاضرب عنقه وابعث إلي برأسه.
فأحضر الوليد مروان بن الحكم (٣٧) واستشاره في أمر الحسين عليهالسلام.
فقال : إنه لا يقبل ، ولو كنت مكانك لضربت (٣٨) عنقه.
فقال الوليد : ليتني لم أك شيئاً مذكوراً.
ثم بعث إلى الحسين عليهالسلام ، فجاءه في ثلاثين رجلاً من أهل بيته ومواليه ، فنعى الوليد إليه معاوية ، وعرض عليه البيعة ليزيد.
فقال : « أيها الأمير ، إن البيعة لا تكون سراً ، ولكن إذا دعوت الناس
____________
إبانها بمكة ، وظل في المدينة إلى أن توفي بالطاعون سنة ٦٤ هـ ، حج بالناس سنة ٦٢ هـ.
مرآة الجنان ١ / ١٤٠ ، نسب قريش : ١٣٣ و ٤٣٣ ، الأعلام ٨ / ١٢١.
(٣٤) ع : أمير المدينة يأمره ، ب : كتب يزيد إلى الوليد يأمره.
والمدينة : مدينة رسول الله ، وهي يثرب ، مساحتها نصف مكة ، وهي في حرة سبخة الأرض ، ولها نخيل كثيرة ومياه ، والمسجد في نحو وسطها ، وقبر النبي في شرقي المسجد ، وللمدينة اسماء كثيرة ، منها : طيبة ويثرب والمباركة.
معجم البلدان ٥ / ٨٢.
(٣٥) ع : على أهلها عامة ، ولفظ عامة لم يرد في ر. ب.
(٣٦) ع. ب : عن الحسين عليهالسلام.
(٣٧) ابن الحكم ، لم يرد في ع. ب.
ومروان هو ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف ، أبو عبد الملك ، خليفة أموي ، أول من ملك من بني الحكم بن أبي العاص ، إليه ينسب بنو مروان ، ودولتهم المروانية ، ولد بمكة ونشأ بالطائف وسكن المدينة ، جعله عثمان من خاصته واتخذه كاتباً له ، وبعد قتل عثمان خرج مروان مع عائشة إلى البصرة ، وشهد صفين مع معاوية ، ولي المدينة سنة في ولاية معاوية ، أخرجه منها عبدالله بن الزبير فسكن الشام ومات سنة ٦٥ بالطاعون ، وقيل : قتلته زوجته أم خالد.
أسد الغابة ٤ / ٣٤٨ ، تاريخ ابن الأثير ٤ / ٧٤ ، تاريخ الطبري ٧ / ٣٤ ، الأعلام ٧ / ٢٠٧.
(٣٨) ب : ضربت.