قال الراوي (٢٠٨) : وسار الحسين عليهالسلامحتى صار على مرحلتين من الكوفة ، فاذا (٢٠٩) بالحر بن يزيد (٢١٠) في ألف فارس.
فقال له الحسين عليهالسلام : « ألنا أم علينا؟ »
فقال : بل عليك يا أبا عبدالله.
فقال : « لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ».
ثم تراد القول بينهما ، حتى قال له الحسين عليهالسلام : « فإذا كنتم على خلاف ما أتتني به كتبكم وقدمت به علي رسلكم ، فإني أرجع إلى الموضع الذي أتيت منه ».
فمنعه الحر وأصحابه من ذلك ، وقال : لا ، بل خذ يا بن رسول الله طريقاً لا يدخلك الكوفة ولا يوصلك إلى المدينة لأعتذر إلى ابن زياد بأنك خالفتني الطريق.
فتياسر الحسين عليهالسلام ، حتى وصل إلى عذيب الهجانات (٢١١).
____________
(٢٠٨) الراوي ، لم يرد في ر.
(٢٠٩) ر : وإذاً.
(٢١٠) الحر بن يزيد بن ناجيه بن سعيد من بني رياح بن يربوع ، من الشخصيات البارزة في الكوفة ، قائد من أشراف تميم ، أحد أمراء الجيش الأموي في كربلاء ، وكان يقود ربع تميم وهمدان ، التقى مع الحسين عليهالسلام عند جبل ذي حسم ، تاب قبل نشوب المعركة لما أقبلت خيل الكوفة تريد قتل الحسين وأصحابه وأبى أن يكون منهم ، فانصرف إلى الحسين ، فقاتل بين يديه قتالاً عجيباً حتى قتل.
تاريخ الطبري ٥ / ٤٢٢ و ٤٠٠ و ٤٢٧ ، تسمية من قتل مع الحسين : ١٥٣ ، رجال الشيخ : ٧٣ ، البداية والنهاية ٨ / ١٧٢ ، الكامل في التاريخ ٤ / ١٩ ، أنصار الحسين : ٨٤ ـ ٨٥ ، الأعلام ٢ / ١٧٢.
(٢١١) عذيب الهجانات قريب من عذيب القوادس ، وعذيب القوادس ماء بين القادسية والمغيثه ، بينه وبين القادسية أربعة أميال ، وقيل : غير ذلك.
معجم البلدان ٤ / ٩٢.