ابن قيس (١٠٥) قد (١٠٦) انخذل بكم يوم الجمل ، فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ونصرته ، والله لا يقصر أحدٌ عن نصرته إلا أورثه الله الذل في ولده والقلة في عشيرته.
وها أنا قد لبست للحرب لامتها وأدرعت لها بدرعها ، من لم يقتل يمت ومن يهرب لم يفت ، فأحسنوا رحمكم الله رد الجواب.
فتكلمت بنو حنظلة ، فقالوا : يا أبا خالد نحن نبل كنانتك وفارس عشيرتك ، إن رميت بنا أصبت ، وإن غزوت بنا فتحت ، لا تخوض والله غمرةً إلا خضناها ، ولا تلقى والله شدة إلا لقيناها ، ننصرك بأسيافنا ونقيك بأبداننا (١٠٧) ، فانهض لما شئت.
وتكلمت بنو سعد بن زيد (١٠٨) ، فقالوا : يا أبا خالد إن أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج عن رأيك ، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال فحمدنا أمرنا وبقي عزنا فينا ، فأمهلنا نراجع المشورة ونأتك برأينا (١٠٩).
وتكلمت بنو عامر بن تميم فقالوا : يا أبا خالد نحن بنو أبيك وحلفاؤك (١١٠) ، لا نرضى إن غضبت ولانقطن إن ضعنت ، والأمر إليك ، فادعنا نجبك ومرنا نطعك ، والأمر إليك إذا شئت.
__________________
(١٠٥) يعرف بالأحنف لقب له لحنف كان في رجله ، واختلفوا في اسمه ، فقيل : صخر ، وقيل : الضحاك ، ولد في البصرة ، وأدرك النبي ولم يره ، اعتزل يوم الجمل ، توفي في الكوفة.
الطبقات ٧ / ٦٦ ، جمهرة الأنساب : ٢٠٦ ، تاريخ الاسلام ٣ / ١٢٩ ، الأعلام ١ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧.
(١٠٦) قد ، لم يرد في ب. ع.
(١٠٧) ب : ونقيك بأبداننا إذا شئت ، ع : إذا شئت فافعل.
(١٠٨) ع : يزيد.
(١٠٩) ر : نراجع المشهورة ونأتك برأينا ، ب : نراجع المشورة ويأتيك رأينا.
(١١٠) ر : وخلفاؤك.