يطلب شربة من ماء (١١١) فلا يجد ، حتى أصابه اثنتان وسبعون جراحة.
فوقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال ، فبينما هو واقف اذ أتاه حجر ، فوقع على جبهته ، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن جبهته ، فأتاه سهم مسموم له ثلاث شعب ، فوقع على قلبه ، فقال عليهالسلام : « بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلىاللهعليهوآله ».
ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : « اللهم إنك (١١٢) تعلم أنهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي (١١٣) غيره ».
ثم أخذ السهم ، فأخرجه من وراء ظهره (١١٤) ، فانبعث الدم كأنه ميزاب ، فضعف عن القتال (١١٥) ووقف ، فكلما (١١٦) أتاه رجل انصرف عنه ، كراهية أن يلقى الله بدمه.
حتى جاءه رجل من كندة يقال له مالك بن النسر (١١٧) لعنه الله ، فشتم الحسين وضربه على رأسه الشريف بالسيف ، فقطع البرنس ووصل السيف إلى رأسه وامتلأ البرنس دماً.
قال الراوي (١١٨) : فاستدعى الحسين عليهالسلام بخرقة ، فشد بها رأسه ، واستدعى بقلنسوة فلبسها واعتم عليها.
__________________
(١١١) ب : فكلما حمل بفرسه على الفرات حملوا عليه بأجمعهم ، حتى أحلوه عنه.
(١١٢) ع : الهي أنت.
(١١٣) ر : نبيك.
(١١٤) ظهره ، ولم يرد في ر.
(١١٥) عن القتال ، لم يرد في ر.
(١١٦) ر : وكلما.
(١١٧) لم يذكروه ، وهو خبيث ملعون.
(١١٨) الراوي ، لم يرد في ر.