... |
|
إذا إنّه عبد القفا واللهازم |
وكسرها : لأن الابتداء والخبر يقع بعدها.
وفتحها : قولك : خرجت فإذا أنه عبد. على معنى : فإذا أمر العبودية.
فإن قال قائل : لم جاز في" إذا" الفتح والكسر ولم يجز في" حتى" إلا الفتح؟
قيل له : إنما جاز في" إذا" الوجهان لأن ما بعدها يجوز ألا يكون ما قبلها ولا بعضه. ويجوز أن يكون مصدرا وغير مصدر كقولك : " خرجت فإذا زيد قائم" ، " وخرجت فإذا صباح زيد". والذي يقول : " خرجت فإذا زيد قائم". ويقول : خرجت فإذا أن زيدا قائم والذي يقول : (خرجت فإذا صياح زيد) يقول : (خرجت فإذا زيد صائح) وحتى إذا لم تكن غاية لا يكون ما بعدها إلا عطفا على قبلها داخلا في معناه ولفظه. فإن قال قائل فإذا كسرتم" إن" بعد" إذا" فما موضع" إذا"؟ وما العامل فيها؟ وقد علمتم أنه لا يعمل خبر" إن" فيما قبل" إن"؟ قيل له : " إذا" حرف دخل لمعنى المفاجأة ولا عمل لها وهي في مذهب حروف العطف فمن حيث دخلت" إن" المكسورة بعد حروف العطف جعل دخولها بعد" إذا" ومن أجل ذلك جاز دخول" الفاء" عليها وخروجها منها.
أما دخولها : فلان" الفاء" للعطف وما بعدها معطوف على ما قبلها كعطف جملة على جملة." وإذا" للمفاجأة واختصت بالدخول عليها الفاء من بين حروف العطف لأن ترتيب الثاني أن يكون بعد الأول في المعنى.
وأما إسقاط" الفاء" فأن حروف المفاجأة لما وردت بعد الفعل الأول دل على أنه عقيبه. ونظيره : دخول" الواو" على" لكن" في العطف وسقوطها كقولك : ما جاء في زيد لكن عمرو." وما مررت بزيد لكن عمرو" ويجوز : ولكن عمرو. لأن" لكن" لما دلت على الاستدراك ولم يبتدأ بها أغنت عن حروف العطف.
وأما منعه أن يقال" كما أنك هاهنا" فلأن" أنت" مبتدأ" وهاهنا" خبره وهما جميعا بمنزلة المصدر. وكما يكون الفعل والفاعل مع" ما" بمنزلة المصدر. و" ما" في ذلك حرف وليست باسم وهي كان والفعل بعدها. غير أن" ما" يليها الاسم والخبر والفعل والفاعل" وإن" لا يليها إلا الفعل والفاعل.
وإنما يلي" ما"" إن" إذا كانت بمعنى" الذي" كقوله عزوجل : (وَآتَيْناهُ مِنَ