وقال الخليل تكون أيضا على" أي".
وإذا قلت : أرسل إليه إن ما أنت وذا فهي على : " أي". وإن أدخلت أي على" أنه" و" أنك" فكأنك قلت : أرسل إليه بأنك ما أنت وذا.
ويدلك على ذلك أن العرب قد تكلم به في هذا الموضوع مثقلا. ومن قال : (وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها)(١) فكأنه قال : أنه غضب الله عليها. لا تخففها في الكلام أبدا وبعدها الأسماء إلا وأنت تريد الثقيلة مضمرا فيها الاسم فلو لم يريدوا ذلك لنصبوا كما ينصبون إذا اضطروا في الشعر بكأن إذا خففوا يريدون معنى : " كأن" ولم يريدوا الإضمار وذلك قوله :
كأن وريديه رشاء خلب (٢)
وهذه الكاف إنما هي مضافة إلى" أن" فلما اضطروا إلى التخفيف ولم تضمر لم تغير ذلك أن تنصب بها كما أنك قد تحذف من الفعل فلا يتغير عن عمله. ومثل ذلك قول الأعشى :
في فتية كسيوف الهند قد علموا |
|
أن هالك كل من يحفى وينتعل (٣) |
كأنه قال : أنه هالك. ومثل ذلك. أول ما أقول : أن باسم الله. كأنه قال : أول ما أقول أنه باسم الله وإن شئت رفعت في قول الشاعر :
كأن وريداه رشاء خلب
على الإضمار في قوله : " أنه من يأتها تعطه" أو يكون هذا المضمر هو الذي ذكر كما قال :
ويوم توافينا بوجه مقسم |
|
كأن ظبية تعطوا إلى وارق السلم (٤) |
__________________
(١) سورة النور ، الآية : ٩.
(٢) رجز لرؤبة في ملحقات ديوانه ص ١٦٩ ، الخزانة : ٤ / ٣٥٦ ، ابن يعيش : ٨ / ٨٢ ، والإنصاف : ١٩٨.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) قائل البيت ابن حريم اليشكري واسمه باغث.
انظر الكتاب : ١ / ٢٨١ ، الخزانة : ٤ / ٣٦٤ ، المغني : ٢ / ٣٠١ ، والأشموني : ١ / ٢٩٣.