من الفعل لا نظير له في الأسماء ، فأجري حكمه على حكم الفعل الذي لا نظير له فينصرف في النكرة. وذكر الأخفش أنه جاء مثل" ضرب" أسماء معرفة ، والمعارف غير معول عليها في الأبنية ؛ لأنه يجوز أن يسمى الرجل بالفعل وبالحرف وبما لا نظير له في كلام العرب. وذكر الأخفش أن دئل اسم دابة تشبه ابن عرس وأنشد فيه :
جاؤوا بجيش لو قيس معرسه |
|
ما كان إلا كمعرس الدّئل (١) |
وقال بعض أصحابنا يجوز أن يكون هذا الراوي لم يضبط وأن المحفوظ دؤل بالفتح.
قال أبو سعيد : وقلت أنا يجوز أن يكون دئل سمي بالفعل ، وقد رأينا في أسماء الأجناس ما سمي بالفعل كطائر يقال له تبشّر وآخر يقال له : تنوّط ، وهذان بناءان للفعل كأنهما سميا بفعل يفعلانه وهو التنويط يقال ناط ينوط ونوّط ينوّط وذلك أنه يعلق عشه ضربا من التعليق المحكم الذي يتعجب منه.
ودئل لم يسم فاعله من دأل يدأل وهو مشي فيه بشيء من نشاط ، فيجوز أن تكون هذه الدابة لها مثل هذا المشي.
قال : وإن سميت رجلا بضربوا فيمن قال : أكلوني البراغيث.
قلت : ضربون ، تلحق النون كما تلحقها في" أولى" إذا سميت بها رجلا.
قال أبو سعيد : الواو تدخل في أواخر الأفعال ضميرا ، وعلامة للجمع في أواخرها.
فإن دخلت ضميرا ، ثم سمي بالفعل الذي هي فيه رجل لم يتغير لأنه فعل ، وفاعل ، تقول في رجل سميته ب (ضربوا) والواو ضمير : هذا ضربوا ، ورأيت ضربوا ، ومررت بضربوا ، وإن كانت الواو علامة للجمع فسميت به رجلا أدخلت مع الواو نونا فقلت : هذا ضربون ، ورأيت ضربين ، ومررت بضربين.
هذا هو الوجه المختار ، وهو أن تجريه مجرى مسلمين في الرفع بالواو ، وفي النصب ، والجر بالياء وتفتح النون على كل حال ، وتحذفها إذا أضفت كقولك هذا ضربو بلدك ورأيت ضربي بلدك ومررت بضربي بلدك.
وفيه وجه آخر ، وهو أن تجعل الإعراب في النون وتجعل ما قبل ياء على كل حال
__________________
(١) اللسان : (دال).