أعظم ما كانت بطنا. وعارض معارض ب" سراويل" في الواحد. وسراويل عند سيبويه والنحويين عجمي وينبغي على مذهب الأخفش أن يتصرف إذا لم يكن جمعا.
وقد رأينا شعر العرب يدل على مذهب سيبويه. قال ابن مقبل :
يمشي بها ذبّ الرّياد كأنه |
|
فتى فارسيّ في سراويل رامح (١) |
أراد فتى رامح عليه سراويل.
ومن الناس من يجعل سراويل جمعا لسروالة ويكون جمعا لقطع الخرق وأنشد :
عليه من اللّؤم سروالة (٢)
وقد ذكر هذا أبو العباس واعتمد عليه والذي عندي أن" سروالة" لغة في" سراويل" والدليل على ذلك أن الشاعر لم يرد أن عليه من اللؤم قطعة من خرق السراويل ، هذا يبعد.
وفي هذا الجموع التي ثالثها ألف مما يمنع من صرفها أنها لا تجمع مكسرة وسائر الجموع تحتمل الجمع على التكسير ، تقول : " أقوال وأقاويل" و" أرهط وأراهط" و" أيد وأياد" و" أعراب وأعاريب" ولو جمعت مثل فلوس على التكسير إذا سمينا به لجاز أن يقال : " فلاس" كما يقال جدود و" جراير" و" ركوب" و" ركائب".
والعلة المانعة من صرف هذا الجمع يحتمل ترتيبها وجوها :
منها أن يقال : أن المانع من الصرف أنه جمع ، وأنه لا نظير له في الواحد وفي الجموع ما له نظير ، فصار لهذا الجمع مزية في البعد عن الواحد ، فكأنه جمع مرتين ، فصار كالثقلين ، والعلتين. ووجه آخر أن يقال لما لم يحتمل هذا الجمع أن يكسر ، وفي الجمع ما يحتمل التكسير صارت له بذلك مزية في البعد عن الواحد ، لأن الواحد يكسر.
ووجه آخر وهو أنه لما لم يجمع جمع التكسير أشبه الفعل ؛ لأن الفعل لا يجمع فكان فيه شبه الفعل والجمع.
وإذا كان في آخره هاء التأنيث سقط حكم الصدر وصار الحكم للتأنيث بالهاء ،
__________________
(١) البيت بالديوان ٤١ ، والخزانة ١ / ٢٢٨ ، وشرح المفصل : ١ / ٦٤ ، واللسان" ذبب ـ رود ـ سرل".
(٢) البيت في الخزانة ١ / ٢٢٣ ، وشرح المفصل : ١ / ٦٤ ، والمقتضب : ٣ / ٣٤٦.