فإذا قلت : لي عسل ملء جرة ، وعليه دين شعر كلبين ، فالوجه الرفع لأنه وصف ، والنصب يجوز كنصب : عليه مائة بيضا.
وإن شئت قلت : لي مثله عبد ، فرفعت وهي كثيرة في كلام العرب ، وإن شئت رفعته على أنه صفة ، وإن شئت كان على البدل.
فإذا قلت : عليها مثلها زيد ، فإن شئت رفعت على البدل ، وإن شئت رفعت على قوله : ما هو؟ فتقول : زيد أي هو زيد ، ولا يكون (الزيد) صفة لأنه اسم والعبد يكون صفة ؛ تقول : هذا رجل عبد".
قال أبو سعيد : اعلم أن (نعم وبئس) فعلان ماضيان موضوعان للمدح والذم ، ف (نعم) للمدح العام ، وبئس (للذم العام) ومبناهما على فعل في الأصل ، وفي كل واحد منهما أربع لغات فعل : نعم وبئس. وفعل : نعم وبئس ، وكذلك كل ما كان من الأسماء والأفعال على فعل وثانيه حرف من حروف الحلق ففيه أربع لغات.
فالاسم نحو : فخذ يقال فيها : فخذ وفخذ وفخذ وفخذ والفعل نحو : شهد وشهد وشهد وشهد.
وإنما ألزموها الإسكان لكثرة استعمالها تخفيفا. وقد جاء على الأصل.
فقل لبني قيس على ما |
|
أصاب الناس من شرّ وضرّ |
ما أقلت قدم ناعلها |
|
نعم الساعون في الأمر المبّر (١) |
ويلزم باب نعم وبئس ذكر شيئين :
أحدهما : الاسم الذي يستحق به المدح أو الذم. والآخر : الممدوح أو المذموم.
وذلك قولك : نعم الرجل زيد ونعم البزاز أخوك. وبئس الخادم غلامك. فالذي يستحق به المدح أو الذم هو الاسم الذي تعمل فيه نعم أو بئس ، وهو الدال على المعنى الذي يستحق به المدح أو الذم والآخر هو زيد.
فإذا قلت : نعم البزاز زيد ، فالمعنى الذي استحق به المدح البزاز أنه محمود في البزازين. والمستحق للمدح هو زيد ، ولا بد من الإتيان بهما جميعا.
فإذا قلت : نعم البزاز زيد (فنعم) فعل ماض و (البزاز) فاعله وهو دال على المعنى المستحق به المدح ، وزيد مرفوع على أحد وجهين :
__________________
(١) البيتان لطرفة في الخزانة الشاهد ٧٥٩ ، وشواهد المقتضب ٢ / ١٤٠ ، وأمالي ابن الشجري ٢ / ٥٥.