إنّ فاعليّة الطقوس الدينية والمناسبات المذهبية والنشاطات الفكرية والثقافية عبر الأدوات السليمة والتقنيات الحديثة لها الدور المؤثّر في خلق التوازن المناسب والإمساك بزمام المبادرة في مواجهة مدّ الآخر الذي يعيش معنا وفينا ، وهنا لابدّ من التأكيد على المناهج العقلانية تأكيداً مضاعفاً ; حيث لها الكلمة الفصل في ظلّ الظروف الراهنة ، وهذا يستدعي بطبيعة الحال جهداً معرفياً هائلاً ونتاجاً علمياً راقياً وممارسةً منهجيةً رفيعةً بمستوى الحدث على أدنى تقدير.
إنّ ثوابتنا وقيمنا ومبادئنا في خطر حقيقي ، فإن لم نستطع إرساء ثقافة «الإقناع» إرساءً واقعياً تؤمن به ذاتنا إيماناً واعياً بحيث تتمكّن حتى من التعبير عنه تعبيراً عقلانياً ، وأبقينا من جهة اُخرى على ثقافة «الإسكات» حاكمةً تتلاعب بعقولنا وأحاسيسنا ، فلانلومنّ إلاّ أنفسنا.
وممّا يثلج الصدر ويبعث الأمل : أنّهم كم حاولوا إسكاتنا وترويعنا ونفينا وحذفنا لكنّا بقينا إلى اليوم نحيا بكلّ فخر وإباء ; إذ علّمنا قادتُنا أنّ الوئام خيرٌ من الخصام والحرب مرجوح إزاء السلام والحوار ديدن الإسلام ودم الإنسان أفضل من كعبة الخالق المنّان. وهذا منهج راق ومصداق نابض من مناهج الإقناع.